وزير الإعلام اليمني لـ«جسور بوست»: أزمة خزان صافر ليست الدعم المالي ولكن التعنّت الإيراني
وزير الإعلام اليمني لـ«جسور بوست»: أزمة خزان صافر ليست الدعم المالي ولكن التعنّت الإيراني
وصف وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، سفينة صافر الراسية بالقرب من شواطئ محافظة الحديدة، بأنها قنبلة موقوتة تهدد أمن وسلامة الملايين في حال تسرب النفط منها، معتبرا أن ميليشيات الحوثي وراء ما قد تسفر عنه كارثة تسريب السفينة.
وقال "الإرياني" في تصريحات خاصة لـ«جسور بوست»: إن السبب الرئيسي في أزمة سفينة صافر، التي ترسو قبالة ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غرب اليمن، وتشكّل قنبلة موقوتة بسبب توقف صيانتها منذ سنوات -وسط تقارير عن احتمالات انفجارها والتسبب بأكبر كارثة بيئية في العالم- هو تعنت ميليشيات الحوثي ومنع المحاولات لحل الأزمة منذ 4 سنوات، وليس نقص التمويل لبدء عملية الطوارئ التي أقرتها الأمم المتحدة.
تأتي تصريحات الإرياني ردا على كبير مستشاري الاتصالات للمنسق المقيم للأمم المتحدة، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن راسل جيكي، الذي قال الثلاثاء، إن الأمم المتحدة جمعت حتى الآن 66 مليون دولار لمرحلة الطوارئ من خطتها، لمنع تسرب النفط من الناقلة "صافر" قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر ونقله إلى سفينة آمنة، مشيرا إلى أنه يتبقى أقل من 14 مليون دولار لبدء عملية الطوارئ.
وأضاف الإرياني أن ميليشيات الحوثي رفضت العديد من الحلول كمقترحات بتفريغ صافر من 110 ملايين برميل من النفط، وأن إيران هي التي تدير ميليشيات الحوثي لتدمير اليمن ومنطقتنا العربية، والحوثيين مجرد أداة تخريبية يتم استخدامها.
وقال الوزير اليمني: إن الحوثيين يضغطون من أجل الحصول على أموال لاستخدامها في الحرب، ونخشى من ذهاب تلك الأموال التي تجمعها الأمم المتحدة دون حل الأزمة وإنقاذ البحر الأحمر والأحياء البحرية، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تعمل على الإدارة لا الحلول.
وطالب وزير الإعلام اليمني الأمم المتحدة بالضغط على ميليشيات الحوثي لحل الأزمة، وأن تقوم بدورها الفعلي، فهي حتى الآن لم تضغط عليها في ملف واحد من الملفات المطروحة.
وتابع، لقد ناشدت الأمم المتحدة العالم بجمع التبرعات من أجل حل الأزمة سواء بتفريغها أو ذهابها إلى مشترين آخرين، وعن طريق المبالغ المحصلة من أصل 110 ملايين برميل نفط موجودة بالسفينة، تقسم كرواتب للموظفين والأكثر ضررًا من الواقعين تحت سطوة ميليشيات الحوثي والذين لم يتقاضوا رواتب منذ قرابة 10 سنوات،
ومنذ تاريخ تدخل الأمم المتحدة أي قرابة 4 سنوات وحتى اليوم لم تسمح تلك الميليشيات للمفتشين أو الأمم المتحدة أو الفرق المسؤولة من الصعود على السفينة وتقييم حالتها البيئية الراهنة، رغم الحديث عن بدء تسرب النفط الخام منها إلى مياه البحر الأحمر.
كارثة بيئية
وعن الضرر المتوقع وقوعه بسبب السفينة قال “الإرياني”: إن السفينة هي مخزن عائم لتصدير النفط الخام من رأس عيسى في البحر الأحمر إلى مختلف دول العالم، تجاوز عمرها 25 عامًا، يتم فيها تخزين النفط وتصديره إما إلى مصافي عدن للتكرير للسوق المحلية أو تصديره للخارج، والعمر الافتراضي للسفينة يعتبر قد انتهى، وزاد الضرر فيه منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية الدستورية منذ 7 سنوات تقريبًا.
وأضاف، أنه بهذا الوضع أخذت السفينة في التآكل لتهدد بأكبر كارثة بيئية ستحل بالعالم في البحر الأحمر، سيمتد ضررها على كل الدول المطلة عليه، مشكّلة كارثة بيئية على الأحياء البيئية والمياه وحركة السفن والملاحة البحرية، وستشمل الدول المتضررة كلًا من مصر والسعودية وجيبوتي وإثيوبيا وإريتريا والسودان وغيرها، كذلك تهديد استراتيجي لا يقل عن المعركة الحالية القائمة في اليمن.
وأجّلت الأمم المتحدة زيارة فريق خبرائها إلى الناقلة أكثر من مرة، بعد تراجع الحوثيين عن تعهداتهم بالسماح للفريق بصيانة الخزان العائم وتفريغه لتجنب حدوث كارثة بيئية، فيما تتهم الحكومة اليمنية الميليشيات باستخدام الخزان كورقة "ابتزاز سياسي".